الاحتلال يواصل عدوانه ضد المدنيين والمقاومة راقية إنسانيا وثابتة على الأرض

ماتزال المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين مستمرة لليوم الثامن عشر على التوالي، وسط مواقف عربية رسمية ضعيفة وتواطؤ دولي مع الكيان الإسرائيلي

وارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى أكثر من 5000 أغلبهم من الأطفال والنساء، مع أكثر من 15 ألف مصاب.

ويزداد الوضع الإنساني تدهورا وتتعطل المرافق الطبية بسبب نفاد الوقود في ظل عقوبات جماعية على أهالي غزة، بعد إطلاق حركة المقاومة الإسلامية عملية “طوفان الأقصى” ردا على انتهاكات الاحتلال.

وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، بأن الاحتلال ارتكب 597 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية، وبلغ عدد النازحين نحو مليون و400 ألف مواطن.

وفي ظل هذه الأوضاع، أطلقت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، سراح أسيرتين إسرائيليتين لدواعٍ إنسانية ومرضية قاهرة، وهما “نوريت يتسحاك” و”يوخفد ليفشيتز”، وذلك رغم ارتكاب الاحتلال لأكثر من 8 خروقات للإجراءات التي جرى الاتفاق عليها مع الوسطاء.

كما أعلنت حماس اغتيال الاحتلال الإسرائيلي القيادي بالحركة عمر دراغمة (58 عاما) واستشهاده نتيجة التعذيب الذي تعرض له في معتقلات الكيان، فيما عدت حركة الجهاد الإسلامي اغتياله جريمة تكشف الوحشية التي يتعرض لها الأسرى داخل السجون.

وقال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، إن الغرب بنى بينه وبين الشعوب العربية والإسلامية سورا “لن يسقط أبدا” بتأييده للإبادة الجماعية في غزة، مؤكدا أن الغرب سقط من سجل الإنسانية بمواقفه المؤيدة لحرب الإبادة الجماعية (في قطاع غزة).

وبدوره، دعا  أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى وقف الحرب في غزة التي تجاوزت كل الحدود وإلى حقن الدماء، وتجنيب المدنيين تبعات المواجهة العسكرية، قائلا إنه لا يجوز أن تمنح إسرائيل ضوءا أخضر غير مشروط وإجازة غير مقيدة بالقتل.

وأكد في خطابه بافتتاح الدورة الـ52 لمجلس الشورى، أنه لا يمكن أن يُسمح في عصرنا باستخدام قطع الماء ومنع الدواء والغذاء أسلحة ضد شعب بأسره، ولا يجوز استمرار تجاهل واقع الاحتلال والحصار والاستيطان، داعيا إلى وقفة جادة إقليمية ودولية أمام هذا التصعيد.

وأثنى ناشطون على موقع إكس، بكلمة أمير قطر، وعدوها بمثابة وضع العالم كله أمام مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه التصعيد الإسرائيلي على غزة والحصار الشامل المفروض على القطاع، صابين جام غضبهم على الأنظمة العربية ومستنكرين ضعفها. 

وأعربوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #غزة_تستغيث، #طوفان_الأقصى، وغيرها، عن استيائهم من تقديم الدعم الغربي ولأميركي والإسناد للاحتلال الإسرائيلي ورئيس وزرائه بنيامين نتيناهو، ورفضه عقد أي هدنة قبل إطلاق الأسرى.

إنسانية القسام

وتفاعلا مع الأحداث، علق الناشط أدهم أبو سلمية، على  معاملة كتائب القسام الإنسانية العالية للأسرى بالقول: “المقاومة الفلسطينية لا تُدير معركة عسكرية فقط، المقاومة تُدير معركة على مستوى الوعي تجاه إسلامنا في الغرب والعالم، تُدير معركة وعي تجاه حقنا في أرضنا ومقدساتنا، والواجب على أبناء أمتنا الوقوف خلف هذا النموذج الحضاري”.

تنكيل الاحتلال

وفي المقابل، ندد ناشطون باغتيال الاحتلال الإسرائيلي للقيادي في حركة حماس عمر دراغمة بتعذيبه في المعتقل حتى ارتقى شهيدا، معربين عن غضبهم من سادية الاحتلال ووحشيته في التعامل مع الأسرى وانتهاك حقوقهم وتصفيتهم بالتعذيب.

وقالت الصحفية سجا العيان: “امبارح استشهد أسير فلسطيني من شدة التعذيب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في حين أن العالم والأخبار كلها كانت بتتكلم عن الرهائن المستوطنين وكيفية معاملتهم وإذا انخدشوا بدبوس ولا لأ، وإذا أكلوا وطفحوا وشربوا وناموا”.

دلالات الدعم

وقدم ناشطون قراءات في الموقف الأميركي الداعم للاحتلال الإسرائيلي، وما يخفيه من دلالات على ضعف ووهن الكيان.

ورأى الإعلامي أحمد منصور، أن تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن كل يوم عن الدعم المطلق لإسرائيل يعكس حالة من القلق وعدم اليقين لدى إدارته في ظل الصراعات الداخلية بين نتنياهو وقادة جيشه ووزرائه.

خذلان عربي

وندد ناشطون بضعف موقف الأنظمة العربية الحاكمة تجاه العدوان الإسرائيلي المتصاعد على غزة وعجزها عن إدخال المساعدات ووقف الحرب والوصول إلى هدنة، والذي يقابله دعم غربي غير مسبوق للاحتلال، مشيدين بموقف قطر الداعم لغزة والمناهض للاحتلال.

وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القرة داغي: “لا يليق بحكام المسلمين أن يسمعوا أن مشافي غزة لا وقود فيها، وهم يملكون  أكبر حقول نفط في العالم”، واصفا ذلك بأنه “عار وذل”.

مقالات ذات صلة