الاحتلال يكثف قصف مشافي شمال غزة تزامنا مع قمة الرياض.. وناشطون: أين العرب؟

بينما يتأنق قادة الدول العربية استعدادا لانعقاد قمة “عاجلة” بحسب وصفهم ومتأخرة 36 يوما وفق توقيت العدوان الإسرائيلي على غزة المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2023، يكثف الاحتلال قصف المستشفيات وتهجير الأهالي وإبادة القطاع.

الاحتلال واصل فجر 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، شن غارات عنيفة استهدفت مبنى العيادات في مجمع الشفاء الطبي، في وقت تستمر فيه الاشتباكات العنيفة مع المقاومة الفلسطينية في محاور ومناطق عدة بالقطاع.

وأكد وكيل وزارة الصحة الفلسطينية في غزة يوسف أبو الريش في تصريحات صحفية أن واقع مجمع الشفاء حاليا لا يمكن تخيله، موجها نداء للتدخل العاجل لفك الحصار عن المستشفى وإنقاذ المرضى الذين بداخله.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها لا يمكنها الاتصال بأي من موظفيها داخل مستشفى الشفاء، وأعربت عن قلقها على سلامة المرضى والطاقم الطبي، مكررة دعوتها لوقف الهجمات على المستشفيات وحماية المرافق الطبية والطواقم الطبية والمرضى.

وندد ناشطون على منصة إكس باستهداف الاحتلال الإسرائيلي للنازحين بالتزامن مع انعقاد القمة العربية، مستنكرين مواصلة الاحتلال القصف العنيف على المستشفيات والعشوائي على المناطق السكنية.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #مستشفى_الشفاء، تحدثوا عن بسالة المقاومين الفلسطينيين في قتال جنود الاحتلال الإسرائيلي للشهر الثاني على التوالي وخوضهم في اشتباكات ضاربة دون توقف، معربين عن ثقتهم في المقاومة ويقينهم بهزيمة الاحتلال.

ترقب للقمة

وتحت عنوان “مستشفى الشفاء والقمّة العربية” قال الكاتب ياسر الزعاترة: “بالمنطق التقليدي؛ كان يُتوقّع أن يخفّف الصهاينة حرب الإبادة في غزة، كي يساعدوا تيار الانبطاح العربي، لكن سُعارهم لم يسمح بهذا”.

وأضاف: “الآن هم يغرزون أصابعهم في عيون المجتمعين باستهدافهم للمشافي”، مؤكدا أن مَن سيمنعون اتخاذ قرارات جدّية لوقف الإبادة، هُم شركاء فيها.

نروح واستهداف

في سياق آخر، علق الباحث عثمان عثمان، على صورة مسنة يسندها مرافقون لها خلال النزوح قائلا: “مسنة فلسطينية تتذوق مرارة التهجير لمرتين بعد أن عايشت النكبة الأولى”.

وأشار الكاتب عرابي الرنتاوي، إلى أن الدعاية الإسرائيلية حولت مستشفى الشفاء إلى “رايخ” فلسطيني، وتستميت لرفع العلم الإسرائيلي عليه، في استحضار مريض لهزيمة النازية في الحرب العالمية الثالثة، استمراراً لدعايتها السوداء عن “حماس كنازية جديدة”.

وأكد أن مستشفى الشفاء هو مجرد مستشفى، ومستشفى فقط، قائلا إنهم يقزمون أهداف حربهم المسعورة، وواشنطن تحاول الاحتفاظ بمسافة عن الرواية الإسرائيلية القائلة إن قيادة القسام تقبع أسفل المستشفى.

وأضاف أن “المقاومة تتصدى ببسالة وكمائنها توقع العدو في أفخاخها وتلحق به أفدح الخسائر، لافتا إلى أن نتنياهو يسابق الزمن لتحقيق صورة نصر، والمقاومة تسابق الزمن لرفع كلفة الحرب عليه.

دلالات هزيمة

من جانبه، رأى الكاتب أحمد منصور، أن وصول الدبابات الاسرائيلية إلى داخل غزة لا يعني انتصار “إسرائيل” بل على العكس تماما، مذكرا بأن “إسرائيل” ظلت بالدعم الأميركي الغربي المطلق لها عاجزة طيلة 34 يوما عن دخول غزة وهذا عجز وهزيمة.

وأشار إلى أن المقاومة نجحت في اختراق إسرائيل في ساعات معدودة وأسلحة محدودة في 7 أكتوبر، ودخول إسرائيل غزة بعد إذلالها وتحقيق خسائر فادحة في قواتها محاولة لصناعة نصر زائف والتغطية على هزيمتها المذلة في 7 أكتوبر.

وأضاف: لا مجال للمقارنة بين جيش مدعوم امريكيا وله سلاح طيران ومدفعية وبحرية ودبابات يدك في غزة منذ 34 يوما وحركة مقاومة بأسلحة خفيفة.

وتابع أن حركة المقاومة أذلت هذا الجيش وانتصرت عليه وهي الآن تخوض معه معارك طاحنة وتحقق فيه خسائر مؤلمة باعتراف قادته، مؤكدا أن إسرائيل مهزومة ولن تستطيع البقاء في غزة فالمقاومة سوف تذيقها الهوان والمذلة والهزيمة الكاملة.

ثقة بالمقاومة

وتحت عنوان “ماذا حدث في النصر والشاطئ؟”، أوضح الكاتب إبراهيم المدهون، أن كتائب القسام استدرجت وفق خطة محكمة آليات الجيش الإسرائيلي بمساحات واسعة غرب مدينة غزة، ولم تظهر منذ الأمس واليوم أي مقاومة، وفي ضوء هدوء ميدان، بدأت نخبة القسام بهجوم مباغت نحو القوات الإسرائيلية المتقدمة لعمق غرب غزة بمختلف المحاور بوتيرة كبيرة.

وأضاف أن ما يحدث ملحمة بطولية عظيمة في حي النصر ومحيط الشفاء وبمخيم الشاطئ، المقاومة نفذت عملية مباغتة أربكت حسابات العدو، قائلا: “بدأت حرب الاستنزاف التي يبدع فيها مقاتلو القسام ومستعدين لها جيدا”.

 

مقالات ذات صلة