اشتباكات وقصف متبادل وسط الخرطوم

تواصلت المعارك العنيفة وتصاعدت وتيرة الاشتباكات والقصف المتبادل بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، لليوم الحادي عشر على التوالي في محيط القيادة العامة للقوات المسلحة، ودوت أصوات الانفجارات مصحوبة بتصاعد سحب الدخان وسط وشرق وجنوب الخرطوم.

ورداً على القصف المدفعي من قبل قوات “الدعم السريع” باتجاه قيادة الجيش المركزية، قصف الطيران المسيّر التابع للجيش مواقع عدة لـ”الدعم السريع” شرق مطار الخرطوم الدولي وفي محيط المدينة الرياضية جنوب العاصمة.

توسع الانتشار

وأفاد مصدر عسكري ميداني بأن قوات من الجيش شنت هجمات بالمدفعية الثقيلة والقناصة على القوات المهاجمة، وتمكنت من التصدي لها وإبعادها عن محيط  مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، الذي يشهد تصعيداً يومياً في هجمات قوات “الدعم السريع” منذ أحد عشر يوماً على التوالي.

وأوضح المصدر أن قوات “الدعم السريع” نقلت ثقل نشاطها العسكري وهجماتها الصاروخية والمدفعية من منطقة سلاحَي المدرعات والذخيرة جنوب الخرطوم، إلى القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، بهدف إعادة حصار القيادة.

وفي أم درمان استمرت المناوشات والكر والفر في محيط سلاح المهندسين والأحياء المحيطة به في الفتيحاب وأبو سعد المربعات 5، 7، 12، و20، وشهدت منطقة كافوري في بحري اشتباكات عنيفة استولى فيها الجيش على مخازن للذخائر والأسلحة وأسر عدداً من القيادات الميدانية للمتمردين بالمنطقة.

عمليات نوعية

وأعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد نبيل عبدالله، في بيانه اليومي مساء أمس الثلاثاء، حول العمليات العسكرية، “استقرار الأوضاع العملياتية في جميع الفرق والمناطق العسكرية، على رغم محاولات الميليشيات المتمردة لمهاجمتها والنيل منها، لكنها كلها باءت بالفشل الذريع وظلت القوات متمسكة بمواقعها”.

وأضاف عبدالله، “نتابع ونرصد بدقة كل نوايا العدو ونؤكد استعدادنا وجاهزيتنا للتعامل مع أي متغيرات يحاول العدو أن يفرضها داخل وخارج العاصمة القومية، ومستمرون في أداء واجبنا المقدس بكل ثبات وثقة في النصر”.

وأكد البيان أن “قوات الجيش ما زالت توجه ضرباتها القوية للعدو في مختلف المواقع ومنها عمليات نوعية تكللت كلها بالنجاح التام”.

أصداء عالمية للوباء

وإزاء الانتشار الوبائي الرأسي لحمى الضنك في ولاية القضارف، وتمددها الأفقي في ولايات أخرى هي الجزيرة، وكسلا، والبحر الأحمر، وجنوب وشمال كردفان، وسنار، أعلنت منظمة الصحة العالمية، عن تفشي وباء الكوليرا وحمى الضنك في شرق السودان، حيث لجأ آلاف الأشخاص هرباً من الحرب.

وذكر بيان للمنظمة أن حوالى 162 حالة يُشتبه بإصابتها بالكوليرا نُقلت إلى مستشفيات ولاية القضارف ومناطق أخرى. وتأكدت إصابة 80 حالة ووفاة 10 أشخاص بسبب الكوليرا.

من جانبها، حركت السلطات الصحية السودانية الاتحادية فرقاً من المختصين بمشاركة ودعم من منظمات الصحة العالمية واليونيسف لتعزيز عمليات التشخيص والمعالجة السريرية إلى جانب عمليات مكافحة النواقل، واكبتها حكومة ولاية القضارف والمجتمع المدني هناك.

وأكد نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، “ضرورة دعم النظام الصحي ومساعدته في الاستجابة للظروف والمتغيرات التي فرضتها الحرب، وخصوصاً جهود التعامل مع الوبائيات وتوفير المعينات لمنع انتشار الأوبئة الموسمية وعلى رأسها الملاريا والكوليرا وغيرها من وبائيات فصل الخريف بالبلاد”.

وناقش عقار في اجتماعه مع قيادات وزارة الصحة الاتحادية، خطة الاستجابة للأوضاع الصحية الراهنة، وأهمية وضع الأولويات في هذه المرحلة.

حاجات مليونية

وكشف وزير الصحة المكلف، هيثم إبراهيم، عن تكلفة الحاجات المستعجلة بـ 90 مليون دولار تساهم الدولة بحوالى 30 في المئة، مقدراً خسائر المؤسسات الصحية، جراء انتهاكات ميليشيات “الدعم السريع” وسيطرتها وفقدان المخزون الرئيس من الأدوية والأجهزة والمعدات، بحوالى 500 مليون دولار، وفقدان 70 في المئة من الخدمات التخصصية وأصولها بولاية الخرطوم، وخروج أكثر من 100 مستشفى من الخدمة في ولايات دارفور والخرطوم.

وفي مواجهة الأوضاع الإنسانية الحرجة بالولاية، أقر والي الخرطوم المكلف، أحمد عثمان حمزة، والعاملون بالولاية تكوين فريق عمل من ذوي الخبرة لإعداد رؤية للإسناد المدني لإدارة الأزمات وابتكار وسائل لإدارة شؤون الولاية خلال فترة الحرب بما فيها تعزيز إدارة العون الإنساني لكافة محليات الولاية.

مقالات ذات صلة