استياء من خطاب نصر الله واتهامه بمنح الاحتلال ضوء أخضر لمواصلة قصف غزة

أثار الخطاب الأول للأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، منذ بداية عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، ضد الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، موجة غضب واسعة بين الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي.
فبعكس ما كان مرتقبا من خطابه أن يكون إعلانا بتقديم كامل الدعم والإسناد السياسي والعسكري للمقاومة الفلسطينية، خرج نصر الله في الاحتفال التكريمي لـ”الشهداء على طريق القدس” في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ليعدد الأسباب التي أدت إلى اندلاع عملية “طوفان الأقصى”.
وأكد في خطابه، أن “قرار عملية طوفان الأقصى كان فلسطينيا مئة بالمئة، وتنفيذها فلسطينيا مئة بالمئة، وأخفاها أصحابها عن الجميع، وسريتها المطلقة ضمنت نجاح العملية الباهر من خلال عامل المفاجأة المبهرة”.
وخصص نصر الله خطابه لاستحضار العبر من التاريخ، والمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة، والحديث عن مسؤولية العالم لوقف الحرب، والتنديد ببيانات الاستنكار التي تخرجها الحكومات العربية والإسلامية.
وجاء خطاب نصر الله بعد قرابة شهر من العدوان الإسرائيلي على غزة، وارتكابه 965 مجزرة، وبلغت حصيلة العدوان 9227 شهيدا بينهم 3826 طفلا و2405 سيدات و23 ألفا و516 جريحا، مع وجود أكثر من 2060 بلاغا عن مفقودين -بحسب حكومة غزة-.
وعقب كلمة نصر الله شن الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية استهدفت مركبات إسعاف كانت تحمل مصابين قرب مجمع الشفاء الطبي مخلفة شهداء وجرحى، كما ارتكب مجزرة جديدة في مدرسة أسامة بن زايد التي تؤوي نازحين.
غزة وحدها
وتفاعلا مع خطاب نصر الله، قال الباحث والداعية الإسلامي، طارق السويدان، “اعتذر عن الخطأ الذي ارتكبته بشكر حزب الله وأستغفر الله منه، فقد توقعت أن يفعل الحزب شيئا، لكني بعد أن استمعت لخطاب حسن نصرالله كاملا وجدت أنه يبيع الكلام”.
وأضاف: “اعتذار خاص لشعبنا في سوريا فقد كنتم أعلم بهم مني، ودعمي لثورتكم بدأ من أول يوم ولم يتوقف يوما، ونسأل الله تعالى أن يخلصكم من حكم الطاغية بشار وأعوانه”.
وخاطب السويدان أهل غزة قائلا: “لكم الله وحده، فقد تخلى عنكم الجميع، وانضم حزب الله إلى الدول العربية التي تخلت عنكم، لكن الأمة كلها معكم لكن حكامها قمعوها إلا ما رحم الله، أنتم في ابتلاء هو اختبار عظيم، وقد نجحتم فيه نجاحا باهرا فأكملوا، وتذكروا دوما هذه الرسائل الربانية، والنصر قريب والله أراه وبشر الصابرين”.
عنتريات نصر الله
واستنكر الباحث الفلسطيني إبراهيم حمامي، ما ساقه نصر الله في خطابه، قائلا: “بعد 86 دقيقة من الحكي الفاضي والعلاك المصدي واللعي اللي ما له طعمة.. شرحلنا شو يعني شهيد، شرحلنا أنه أهلنا بغزة أبطال وأشاوس، عمل تحليل لخص فيه اللي صار بشهر بنص ساعة، واضح أنه متابع جيد للأخبار”.
وأضاف: “هلكنا بتموز تبعو، اكتشف أنه أميركا هي أس الفساد وأن الاحتلال مجرد أداة، وزع التحايا يمين وشمال من العراق لليمن، لام الكل لعدم تقديرهم أن انتصار غزة مصلحة وطنية لهم، فصل وأطال لتبرير عدم دخول المعركة، لنكتشف أنه دخلها من 8 أكتوبر، وأن ما يقوم به هو قمة البطولة ولولاها لأكلت غزة هوا”.
وتابع حمامي: “بالآخر جرعة تهديدات وعنتريات ونفعل ونقوم وحنفرجيهم وويلك يلي تعادينا يا ويلك ويل، وطبعا علشان يهتفوا لبيك يا نصر الله قال إن كل الخيارات مفتوحة، لف ودوران بسرد قمة في الملل ليبرر موقفه وخذلانه”.
الضرب بالنعال
وإعرابا عن الغضب من كلمة نصر الله، تداول ناشطون مقطع فيديو يظهر فيه بث الكلمة على التلفزيون ويقذفه المتابع خلف الكاميرا بالحذاء.
وعرض الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، المقطع، متسائلا: “ما رأيك بهذا الرد على أبو زميرة؟”.
صبي إيران
وصب ناشطون لعناتهم على حسن نصر الله، وعددوا جرائمه وجرائم مليشياته في لبنان والبلدان العربية، وذكروا بعلاقته بإيران، وتحدثوا عن أسباب توالي المواقف المتخاذلة مع القضية الفلسطينية.
وقال المنسق العام في الثورة السورية: “على سيرة خطاب حسن زميرة: لعنة الله عليك قبل الخطاب، ولعنة الله عليك بعد الخطاب، لعنة الله عليك إذا تدخلت، وإذا ما تدخلت، لعنة الله عليك إذا قاتلت، ولعنة الله عليك إذا فطست، قاتل سفاح، في رقبتك دماء مئات آلاف الأبرياء السوريين، لا تُغسل جرائمك ولو حررت القدس ألف مرة”