ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 2%

صعدت أسعار النفط بأكثر من اثنين بالمئة اليوم، مع تحقيق مكاسب أسبوعية فاقت الثمانية في المائة، إذ أعلنت روسيا خططا لخفض إنتاج النفط الشهر المقبل بعد أن فرض الغرب سقفا على أسعار النفط الخام والوقود من البلاد.
وانهت العقود الآجلة لخام برنت تعاملاتها مرتفعة 1.89 دولار بما يعادل 2.2 في المائة إلى 86.39 دولار للبرميل، فيما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.66 دولار أو 2.1 في المائة إلى 79.72 دولار، وحقق برنت مكاسب أسبوعية 8.1 في المائة، فيما ارتفع الأمريكي 8.6 في المائة.
قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن بلاده تعتزم خفض إنتاجها في مارس 500 ألف برميل يوميا، فيما قالت الخبيرة في الطاقة ريبيكا بابين: “تقديرات المحللين معتمدة بالفعل على انخفاض الإنتاج الروسي بما بين 700 ألف و900 ألف برميل في 2023 لكن مفتاح خروج النفط من نطاق تداوله الحالي انتعاش الطلب الصيني”.
ومنذ يومين، صعد النفط في التعاملات المبكرة اليوم مواصلا مكاسبه لرابع يوم على التوالي مع اضطراب تحميل الخام في تركيا والتفاؤل بشأن استمرار تعافي الطلب في الصين، الأمر الذي عزز المعنويات.
وبحلول الساعة (02:39) بتوقيت جرينتش زادت العقود الآجلة لخام برنت 14 سنتا أو 0.2 في المائة إلى 85.26 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 11 سنتا أو 0.2 في المائة إلى 78.58 دولار للبرميل.
وارتفع الخامان بأكثر من 6 في المائة هذا الأسبوع بحسب “رويترز”.
وأعلنت شركة بي.بي أذربيجان حالة القوة القاهرة على تحميل الخام الأذري من ميناء جيهان التركي في السابع من فبراير بعد زلزال قوي ضرب تركيا وسوريا في وقت مبكر يوم الاثنين. وتسببت الكارثة في تعليق العمليات في ميناء جيهان واضطراب إمدادات النفط الخام من العراق وأذربيجان.
تلقت أسعار النفط الخام دعما جيدا من انخفاض الدولار وفقا للعلاقة العكسية بينهما علاوة على بيانات عن تراجع مخزونات النفط الخام الأمريكية بشكل مفاجئ إضافة إلى المرونة التي أظهرها الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
وتواصلت حالة التفاؤل بتعافي الأسعار بوتيرة سريعة رغم الانتعاش المحدود نسبيا في الطلب الصيني إلى جانب تأثيرات الحظر المفروض في المنتجات النفطية الروسية والزلزال في تركيا الذي أدى إلى توقف إحدى محطات النفط.
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون إن السوق في حالة ترقب لتأثيرات القرارات الخاصة بمجموعة الدول السبع وتحديدا فرض سقف أسعار على المنتجات النفطية الروسية وتحديد حد أقصى لسعر المنتجات عالية القيمة (الديزل والبنزين والطائرات النفاثة) عند 100 دولار للبرميل وللمنتجات منخفضة القيمة (زيت الوقود والنافتا وزيوت النفايات) بسعر 45 دولارا للبرميل.
وأشاروا إلى أن وضع حد أقصى لسعر المنتجات النفطية الروسية إلى جانب حظر الاتحاد الأوروبي أدى إلى منح دعم قوي لأسعار النفط الخام ورغم التوقعات بأن الطلب الصيني سيؤدي في النهاية إلى ارتفاع أسعار النفط إلا أن الواردات الصينية الفعلية ما زالت محدودة التأثير كما زادت كارثة الزلزال في تركيا وسورية من الضغط التصاعدي على أسعار النفط.
وأضافوا أن الظروف الراهنة دفعت إلى حدوث عديد من التغييرات الهيكلية طويلة الأجل في سوق النفط، مع تمسك معظم الشركات والدول الأوروبية بالاستمرار في خططها لتقليل الاعتماد على الغاز والنفط الروسي الروسيين.
وفى هذا الإطار، يقول مارتن جراف مدير شركة “إنرجي شتايرمارك” النمساوية للطاقة إن المعنويات الايجابية تعود بقوة إلى سوق النفط الخام حيث زادت ثقة المستثمرين في توقعات الطلب في الصين كما شملت إيجابيات السوق أيضا تصريحات جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي التي تضمنت مرونة أكبر في التعامل مع زيادات أسعار الفائدة ما قلل من المخاوف العالمية من الركود.
ولفت إلى بيانات وتقارير دولية تشير إلى تقلب أسعار النفط في نطاق ضيق نسبيا يبلغ عشرة دولارات حتى الآن هذا العام وبينما ينتظر التجار مزيدا من الإشارات على قوة الطلب الصيني فإن المؤشرات على قيود العرض مستمرة على المدى القريب، مشيرا إلى أن التوقعات الصعودية للطلب ستكون العنصر الأبرز والأكثر تأثيرا في السوق النفطية على المدى القريب.