“أوبك” تبقي على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط

تضاربت التوقعات حول الطلب العالمي على النفط ففي الوقت الذي أبقت فيه منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” اليوم الخميس على توقعاتها لنمو قوي نسبياً للطلب العالمي على النفط في 2023 و2024، في المقابل خفضت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الصادر اليوم الخميس توقعاتها لنمو الطلب على النفط في عام 2024.
وأشارت منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” إلى أن مؤشرات إلى اقتصاد عالمي مرن حتى الآن هذا العام وتوقعت زيادة الطلب في الصين.
وذكرت المنظمة في تقرير شهري أن الطلب العالمي على النفط سيزيد 2.25 مليون برميل يومياً في 2024 مقارنة مع زيادة 2.44 مليون برميل يومياً في 2023.
إجراءات استباقية
في غضون ذلك قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان اليوم الخميس في مقابلة مع محطة تلفزيونية روسية إنه “من الضروري اتخاذ إجراءات استباقية في سوق النفط ومحاولة تحقيق الاستقرار فيها” مضيفاً أن “منتجي النفط لا يستهدفون الأسعار”.
وأضاف الوزير السعودي في المقابلة التي أجراها أمس الأربعاء وبثت اليوم الخميس، أنه “من الصعب التنبؤ بالسوق ولا يمكن تركها دون مراقبة”
وقال إلى محطة “روسيا 24” التلفزيونية، إننا “لا نملك عصا سحرية ومن الصعب التنبؤ بما سيحدث في السوق حتى خلال نصف عام”، قائلاً “بنود الاتفاق ستخضع للتقييم شهرياً”.
وقال الوزير السعودي إن “الحاجة لاتخاذ إجراءات تتعلق بسوق النفط تعتمد على مدى تقلبها واضطرابها ومحاولات استهداف أسعار معينة فشلت في ثمانينيات القرن الماضي”.
اتفاق روسيا مع “أوبك+” كان له تأثير إيجابي
من جانبه قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك في المقابلة ذاتها، إن اتفاق روسيا مع “أوبك+” كان له تأثير إيجابي في استقرار السوق.
في تلك الأثناء قال المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد اليوم الخميس، إن مجموعة “أوبك+” لا تتعامل مع ردود الفعل السريعة للتحديات التي تواجه السوق في الوقت الذي تقصف فيه إسرائيل غزة رداً على هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس)”
وأردف جهاد قائلاً، إن تحقيق هدف الاستقرار والتوازن في الأسواق العالمية من أهم أولويات “أوبك+”، مضيفاً أن “المجموعة حريصة على تحقيق توافق بخصوص القرارات”، مشيراً إلى التزام العراق تخفيضات الإنتاج الطوعية التي تطبقها المجموعة.
اجتماع وزاري إذا استلزم الأمر
وذكر أن “أوبك+” ستعقد اجتماعاً وزارياً إذا استلزم الأمر لمراجعة التقارير وتطورات السوق واتخاذ القرار المناسب.
في سياق متصل قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغيفا، إن “الصراع بين إسرائيل وحماس يهدد بإضافة مزيد من القتامة على توقعات الاقتصاد العالمي الضبابية بالفعل”، مضيفة أن “أسعار النفط شهدت تقلبات وأن الأسواق تشهد ردود فعل، لكن من السابق لأوانه التنبؤ بالأثر الاقتصادي الكامل للأمر”.
وخفضت الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط العام المقبل إلى 880 ألف برميل يومياً في عام 2024 في مقابل مليون برميل يومياً في توقعات سابقة، بناء على مخاوف اقتصادية أوسع نطاقاً واعتماد أسرع لاستخدام السيارات الكهربائية من بين إجراءات أخرى متعلقة بكفاءة استخدام الطاقة.
ومع ذلك رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي في 2023 إلى 2.3 مليون برميل يومياً في مقابل 2.2 مليون برميل يومياً في توقعات سابقة.
وانخفضت أسعار النفط بشكل حاد الأسبوع الماضي بعد أن زادت التوقعات الاقتصادية القاتمة المخاوف المتعلقة بتباطؤ نمو الطلب لتطغى على المخاوف في شأن العرض، لكن الأسعار ارتفعت في بداية الأسبوع بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل، مما أثار مخاوف من أن يؤدي صراع أوسع إلى تفاقم النقص الحالي في الإمدادات.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إنه “لا تأثير مباشراً حتى الآن في الإمدادات”، مضيفة أنها “مستعدة للتحرك إذا لزم الأمر لضمان كفاية الإمدادات”.
وأضافت أن “مستهلكين كباراً للنفط، لا سيما دول الصين والهند والبرازيل، ما زالوا يشهدون نمواً قوياً للطلب”.