“أكبر عملية منذ 1948”.. احتفاء بالمقاومة الفلسطينية ودعوة الشعوب لهبة تضامنية

احتفى ناشطون على موقع إكس “تويتر سابقا” بعملية برية بحرية جوية أطلقتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تجاه عدة مناطق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، دفعت جيش الاحتلال الإسرائيلي لتفعيل صافرات الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى.

كتائب عز الدين القسام (الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس) أطلقت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عملية عسكرية واسعة ضد الاحتلال الإسرائيلي، شملت إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف وعمليات تسلل واقتحام لمستوطنات وأسر إسرائيليين.

وأعلن القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، بدء عملية “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل وإطلاق آلاف الصواريخ باتجاهها، موضحا أن الضربة الأولى من العملية تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة باتجاه مواقع ومستوطنات الاحتلال.

وأشار في رسالة صوتية إلى أن العملية تأتي في ظل الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وتنكر الاحتلال للقوانين الدولية وفي ظل الدعم الأميركي والغربي والصمت الدولي، قائلا: “قررنا أن نضع حدا للانتهاكات الإسرائيلية للاعتداءات على المسجد الأقصى”.

ودعا الضيف الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وداخل إسرائيل للانتفاض نصرة للأقصى، وقال “اليوم، كل من عنده بندقية فليخرجها فقد آن أوانها”، مضيفا: “أدعو إخوتنا في المقاومة بلبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا للالتحام مع المقاومة بفلسطين”.

وهي الدعوة التي تبناها ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #طوفان_الأقصى، #محمد_الضيف، وغيرها، واستنهضوا الهمم، داعين إلى “توحيد الساحات ومساندة المقاومة بكل السبل الممكنة”.

وعدوا العملية بمثابة “رسالة إلى الأنظمة المطبعة” مع الاحتلال الإسرائيلي، أو التي تعتزم التطبيع خاصة السعودية التي تجري مفاوضات حالية لتمريره، داعين الشعوب لإعلان موقفها الرافض للتطبيع والمساند للمقاومة الفلسطينية والرافض للتفريط في المقدسات.

وعرض ناشطون صورا ومقاطع فيديو توثق اللحظات الأولى لدخول المجاهدين الفلسطينيين من غزة إلى داخل فلسطين المحتلة واستهداف مواقع العدو الإسرائيلي، وأخرى لما حصده المقاومون من غنائم وأسرى وما ألحقوه من خسائر في صفوف الاحتلال.

ورأوا أن عملية طوفان الأقصى تفضح حجم الفشل الأمني والاستخبارات الذريع لدى الاحتلال الإسرائيلي وسيفتح حتما صراعا حول المؤسسة الأمنية، مؤكدين أن الكيان بكل قياداته يعيش حالة صدمة ولا يعرف كيف يدير الحرب التي باغتته بها المقاومة الفلسطينية.

وأعلنت كتائب القسام السيطرة على كيبوتس وموقع “كرم أبو سالم” العسكري شرقي رفح، وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عددا من جثث جنود الاحتلال في الكيبوتس المحصّن، الذي اخترق المقاومون جدرانه وتقدموا إليه بواسطة الدراجات النارية.

وأكدت وسائل إعلام عبرية، أن المقاومة الفلسطينية، أسرت 35 مستوطنا وجنديا إسرائيليا، من المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، مشيرين إلى أن رئيس مجلس ما يسمى “شعار هنيغيف” في غلاف غزة، قتل برصاص المقاومين الفلسطينيين.

وردا على ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية “السيوف الحديدية” ضد “حماس” في قطاع غزة”، قائلا في بيان، إن “طائراته بدأت شن غارات في عدة مناطق بالقطاع على أهداف تابعة لحماس”.

المقاومة تحتفي

وتفاعلا مع الأحداث، قال رئيس الدائرة الإعلامية لحركة حماس في الخارج، هاشم قاسم، إن “المقاومة تهاجم قوات الاحتلال برا وجوا وبحرا”، مؤكدا أن “القدس وأرض المسرى وأبطالنا الأسرى هم العنوان”.

قال عضو المكتب السياسي لحماس، عزت محمد الرشق، إن “عملية طوفان الأقصى التي أبدع فيها رجال كتائب القسام الأبطال والمقاومة الفلسطينية، وفاجأت العدو، زمانا ومكانا وتخطيطا، تأتي ردا على اقتحامات الأقصى وتدنيسه، ولوضع حد لأوهام وأحلام الصهاينة بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى”.

وأضاف أن “العملية أيضا انتصار للأسرى الأبطال لنيل حريتهم وإطلاق سراحهم عنوة رغم أنف الاحتلال، كما تأتي ردا طبيعيا ومشروعا على تصعيد الاحتلال جرائمه ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، ورسالة لكل العالم أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة سبيلا لردعه ووقف إرهابه”.

ودعا الرشق الشعب الفلسطيني إلى “الالتحام مع المقاومة والاشتباك مع العدو”، وأهاب بالأمة إسناد نضال الشعب بكل الوسائل، محملا “حكومة الاحتلال الفاشية مسؤولية حربها المفتوحة ضد مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك وتصعيد انتهاكاتها وجرائمها بحق الشعب والأرض والمقدسات والأسرى”.

وأكد أن “طوفان الأقصى معركة كل أبناء شعبنا لتدفيعه ثمن جرائمه وإرهابه، فالاحتلال يجب أن يرحل عن أرضنا، ومعركتنا مستمرة حتى زواله”.

فشل استخباراتي

وأكد ناشطون أن عملية طوفان الأقصى تبرهن على فشل الاحتلال الإسرائيلي استخباراتيا وأمنيا بشكل غير مسبوق يرتقي لدرجة الفضيحة، مشيرين إلى أن قيادات الاحتلال تعيش على وقع الصدمة وتفشل في إدارة الحرب.

وأشار الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، حذيفة عبدالله عزام، إلى أن “إسرائيل لم تفق من الصدمة بعد ولا تعرف كيف ترد، فمثل هذا النوع من الحروب لم تعهده من قبل”.

وتساءل: “كيف ترد في قلب المستوطنات؟!!! كيف سترد في قلب مدنها (مدننا المحتلة)؟!!! هل ستقتل شعبها وقومها للتخلص ممن جاسوا خلال الديار من أبطال غزة ؟!!! هل ستقصف مستوطنيها لقتل من اقتحموا عليها؟!!!”.

إشادة ودعم

وأعرب ناشطون عن سعادتهم بعملية طوفان الأقصى، مشيرين إلى أنها بمثابة الضربة الإستراتيجية الأكبر منذ عقود.

وعلق لاعب كرة القدم محمد أبو تريكة على العملية قائلا: “شجاعة في عصر كثر فيه التخاذل والانبطاح للصهاينة.. طوفان الأقصى عبور جديد وأمل عظيم لأجيال قد ترى نصر أمة عانت الكثير، اللهمّ ثبت أقدامهم وسدد رميهم وانصرهم وكن معهم يارب العالمين ..صباحكم فلسطين”.

رسالة للمطبعين

ورأى ناشطون أن عملية طوفان الأقصى رسالة للمطبعين والمنبطحين للاحتلال الإسرائيلي والمتخاذلين، مؤكدين أن كل المشاهد القادمة من فلسطين تقهرهم وتزلزل اتفاقياتهم وتفشلها وتؤكد أن الشعب الفلسطيني قادر على ردع الاحتلال وله كلمته.

وخاطب الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، من وقعوا اتفاقيات تطبيع رسمية مع الاحتلال الإسرائيلي، قائلا: “أيها المطبعون.. هذه إسرائيل التي ترجون حمايتها.. جنودها وشعبها تحت أقدام مجاهدينا الآن”.

وعد في تغريدة أخرى، مشاركة مئات المجاهدين في هذه المعركة، وتحديد المقاومة ساعة الصفر بهذه القوة والجرأة “أمر عظيم جدا، والأهم أنه يثبت عظيم النجاح الأمني الصهيوني وفشله التام في اختراق صفوف المجاهدين”.

 

مقالات ذات صلة